ما الذى يجمع بين راشد الغنوشى وبرهان غليون وإيباك ؟

ما الذى يجمع بين الغنوشى وغليون وإيباك؟ 

بقلم: د . رفعت سيد أحمد

ترى ما الذى يجمع بين الزعيم التونسى الإسلامى (راشد الغنوشى) ، ورئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالى السورى : د. برهان غليون ، وبين منظمة إيباك الصهيونية ؟ هل هو كراهية الاستبداد العربى والثورة عليه ، أم هى المصلحة والمحبة والعلاقات الدافئة مع أعداء الأمة من الصهاينة والأمريكان ؟ مناسبة هذا السؤال هو ما تداولته الأنباء خلال الأيام الماضية عن قيام راشد الغنوشى بتلبية دعوة معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذى أسسته وترعاه منظمة إيباك الصهيونية بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية ، وإلقاءه محاضرة فى المعهد يعلن فيه – قولاً وسلوكاً – التطبيع مع العدو الصهيونى ؛ أما برهان غليون والذى يرأس المجلس الانتقالى السورى الذى كونته جماعة الإخوان المسلمين بدعم علنى من المخابرات التركية والفرنسية ، فلقد قال فى حوار غاية فى الأهمية مع صحيفة (وول ستريت جورنال) بأن مجلسه إذا جاء لحكم سوريا سوف يقطع علاقاتها بالمقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية ، وسوف يقطع العلاقات مع إيران (لأنها علاقات غير طبيعية) وفقاً لكلامه ، و(أنه سيقود أوسع عملية لإعادة توجيه السياسة السورية تجاه تحالف مع الدول الخليجية الموالية لواشنطن) وأنه سيسعى إلى استرداد الجولان بالحوار والتفاوض ليوقع اتفاقية تماماً مثل اتفاقية (كامب ديفيد) ، والسؤال الآن .. ما الذى يجمع هؤلاء الثلاثة (الغنوشى – برهان – إيباك) فيما قالوه أو فعلوه خلال الأيام الماضية ؟ الإجابة سنسجلها فى النقاط الموجزة التالية
أولاً : كنا ممن أحسنوا الظن بالدكتور راشد الغنوشى ، خاصة أن من عرفنا عليه وعلى فكره المستنير فى أوائل التسعينات من القرن الماضى ، هو الصديق والمعلم الشهيد د. فتحى الشقاقى (مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين) ، وظللنا متعاطفين مع الرجل ومحنته فى الغربة (20 عاماً) ، إلا أن ما ارتكبه من جرم وطنى قومى وإسلامى ، خلال الأيام الماضية ، متمثلاً فى قبوله لدعوة مؤسسة (إيباك) الصهيونية ، ومعهد دراسات الشرق الأدنى لزيارة واشنطن والجلوس إلى عتاة المحافظين الجدد فيها ، وإعلانه من هناك أنه لا عداءاً مطلقاً مع إسرائيل ، وأن تونس الجديدة لن يتضمن دستورها أية إشارات بالعداء للكيان الصهيونى وأنه لم يعد يتفق مع مقولة إيران بأن أمريكا هى الشيطان الأكبر ؛ هذا الانهيار الأخلاقى والسياسى لدى الرجل الذى كنا نحسبه إسلامى مستنير ، وثورى ، وكنا نظنه – وهو أول من يعلم حجم الجرائم الأمريكية والإسرائيلية ضد الفلسطينيين والعرب طيلة الـ 65 عاماً الماضية – سيكون أكثر تعاطفاً مع الحقوق الفلسطينية التى يأتى على رأسها حتمية العداء للمشروع الأمريكى الصهيونى ، وحتمية أن تقوم الثورات الجديدة بمساندة المقاومات العربية وفى طليقتها المقاومة الفلسطينية بأضعف الإيمان وهو مخاصمة المشروع الأمريكى – الصهيونى ، إلا أن السيد راشد الغنوشى وعند أول إشارة من اللوبى الصهيونى فى واشنطن – الذى يبدو وكأنه الراعى الرسمى لبعض ثورات الربيع العربى – ذهب إلى هناك مهرولاً ، ومرحباً بالعدو الصهيونى ، ولاعناً المقاومة التى طالما تغزل فيها هو وشيخه (القرضاوى)صاحب اشهر الفتاوى لاباحة التدخل الاجنبى واكسابه  شرعية اسلامية يرفضها  اصر طفل يغهم فى الاسلام ؛ فإذا بالمقاومة اليوم عبء عليه وعلى ثوراتهم الأمريكية الملوثة
ثانياً: أما تصريحات (برهان غليون) ، فهى بصراحة الأكثر صدقاً فى كل ما قاله (غليون) منذ وضعه الإخوان المسلمين على رأس المجلس الانتقالى هذا ؛ فالرجل عبر بصدق عن المخطط الذى طالما بح صوتنا وأصوات الشرفاء العرب والمسلمين من التحذير منه ، وبأن ما جرى فى سوريا ليس ثورة بل محاولة لتفكيك الدولة وضرب علاقاتها بقوى المقاومة العربية ؛ كان البعض يكذب ما نقول ، ويدعى أن (ثوار سوريا) سوف يكونون فى الطليعة المقاومة للمشروع الصهيونى ، فإذا بالسيد غليون يفضحهم ، ويعلن المسكوت عنه ؛ ولعل فى لقاء ممثلى المعارضة السورية فى الخارج –فى جنيف-بالسيدة هيلارى كلينتون يوم (6/12/2011) حيث أجلستهم أمامها مثل التلاميذ الصغار ، فى قاعة صغيرة مغلقة لتلقى الأوامر للمرحلة المقبلة ، وتأكيدها على ما قاله (غليون) بأن الأمر فى سوريا لا ينبغى أن يتوقف عند مجرد الإطاحة بالأسد ، بل تغيير كامل لدفة السياسة السورية لنصبح مجرد ذيل صغير للدولة العبرية ولواشنطن ، لعل فى هذا ما يؤكد على فقدان هؤلاء (الثوار) قيمة الشرف والكرامة التى يتصف بها أصغر طفل فى سوريا ؛ وفى عالمنا العربى ، حين نربط دائماً  » الشرف الوطنى  » بالموقف من العدو الصهيونى – الأمريكى ؛ ويؤكد أيضاً على حقيقة وأبعاد المؤامرة الدولية على سوريا ؛ وأن الأمر هناك هو (صراع على الدولة) ودورها العربى المقاوم (وليس صراع داخل الدولة) عن حقوق الإنسان والحريات وغيرها مما صدعتنا به فضائية الجزيرة وأخواتها من قنوات التضليل الإعلامى المعروفة

إذن نخلص إلى القول أن ما يجمع بين (الغنوشى فى طبعته الأمريكية الجديدة) وبرهان غليون فى صدق تعبيره عن عمالته المبكرة للغرب وعدائه للمقاومة ، وبين إيباك الصهيونية ، هو وحدة الموقف ، والمصلحة ، والشرف المفقود ؛ والأهم من كل هذا ، أن ما يجمعهم ، وما قد يجمع معهم من (إسلاميى مصر من الوهابيين الجدد بعد الانتخابات) هو بناء الشرق الأوسط الجديد ، ذو اللب الأمريكى والقشرة الإسلامية .. و(ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) صدق الله العظيم

9 réflexions sur “ما الذى يجمع بين راشد الغنوشى وبرهان غليون وإيباك ؟

  1. راشد الغنوشي اشار فعلا الى عدم تضمين بند يجرم التطبيع مع اسرائيل في الدستور لكنه في الوقت نفسه قال ان زوال دولة اسرائيل وشيك اعتمادا على ما قاله الشيخ ياسين زعيم حماس التي دافع عنها في نفس الاطار و عن شرغيتها و هدا التصريح ادلى به في هدا الاطار اي في اطار هده الدعوة اما عن قبوله التطبيع فهدا افتراء بل سئل هل سيتم تضمين موقف الحركة من رفض التطبيع و تضمينه بالدستور كما ورد في الميثاق الجمهوري الدي اتفق عليه في هيئة تحقيق اهداف الثورة فاجاب بالنفي و يبدو هدا الموقف تكتيكيا لتجنيب البلاد و هي تخطو نحو الديمقراطية و بداية البناء تبعات هدا الامر في وقت بدات اسرائيل تحشد لفرض عقوبات على تونس في حالة ادراج هدا البند في الدستور

  2. النص الاصلي الذي حرف قال فيه الغنوشي : ان الصراع العربي الاسرائلي لا يختزل في نص في الدستور التونسي لكن لن يكون الحل الا بازالة الكيان الصهيوني الذي اعتبره جرثومة في العالم العربي وقال ان نهاية هذا الكيان ستكون قبل المدة التي تنبا بها القيادي في حماس احمد ياسين حين حدد فناء اسرائيل في عام 2027 وهذا النص الاصلي الذي ورد في الصحيفة الانڨليزي

  3. اذا قبل الغنوشي دعوة الإيباك فلا داعي لأستذكار ما قاله قبل ذلك لأنه منسوخ بطبيعة الحال

  4. @Moez: يا اخي لماذا الكذبعلى الناسحتى انت لشدة ولائك للسيد الغنوشي تخليت عن مبادئك الكل قرا الحوار الذي تم اجراءه مع الغنوشيوهو قال بعظمة لسانه انه ضد ادراج فصل يمنع التطبيع مع الكيان الصهيوني كما انه افتى بسماح ابدال الناس لديانتهم والخروج على الاسلام في نفس الحوار يا اخي ارجوك الناس مو اغبياءبس ممكن انت لا تفهم الانقليزيوفي النهاية هو قبل دعوة من الصهاينة اعداء الامة هذا دليل اخر على وقاحته وعلى ان النهضة التونسية هي من صنع الامريكان وبتمويل قطري الكل صار يعرف هالشي حتى التوانسة

    • عن اي كدب تتحدثين اخت سارة فهل نفيت انا في تعليقي رفض الغنوشي تضمين الدستور رفض التطبيع مع اسرائيل في الدستور التونسي بل كل ما اردت توضيحه هو ان الغنوشي على عكس ما دهب اليه الدكتور رفعت سيد احمد الدي اورد في مقاله ان الغنوشي و حركته لا يعاديان اسرائيل قد بين عداءه لاسرائيل في نفس التصريح و دهب الى حدود الحديث عن زوالها ولعلمك فانا افهم الانقليزية كما ان بعض الصحف الغربية نقلت البعض من الحوار و ليس كله و ان اتفقت على الاشارة الى اجابته بعدم تضمين الدستور لعدم التطبيع لا عدم معاداة اسرائيل كما دهب الى دلك الدكتور للاسف كما الحوار الكامل على موقع معهد سياسات الشرق الادنى بواشنطن قد تمت قرصنته مند ايام فالفرق واضح بين عدم معاداة اسرائيل و بين عدم تضمين تجريم التطبيع في الدستور اما عن قولك ان النهضة صنيعة امريكية و بتمويل قطري فدلك اتهام يتطلب دلبلا و ليس هناك ما هو اسهل من رمي الاتهامات و اغلبية التونسيين يثقون في حركة النهضة وقد ظهر دلك من خلال الانتخابات بينما من يتبنى خطاب ان النهضة صناعة امريكية و ممولة من قطر بدون دليل و لا برهان لم تتجاوز
      نسبتهم في الانتخابات 0.0000…كم يقول التونسيونا

  5. Il semble que la gauche laïque tunisienne a changé de tactique cette fois-ci. A chaque fois, leurs grands efforts donnent des résultats inverses, mais ils ne baissent pas les bras. Maintenant, ils cherchent à hausser encore le ton, et certainement ils vont encore se casser la gueule, car leur stratégie se base toujours sur une fausse hypothèse qui stipule que « le peuple tunisien est naïf » et va croire à leurs complots.

  6. ان قبول الغنوشي لدعوة أيباك و القاء محاضرة هو دليل قاطع على خيانته و
    هذا أمر عادي عند الحركات الدينية فهي عميلة الصهيونية منذ نشأتها و ظلت و ستظل وفية للخيانة و لا نستغرب أن تفتح النهضة سفارة لاسرائيل في تونس

  7. Wait and see

    Nahdha and Ikhwan are all toys in the hands of sionists. If they are good people then why our prophet salla Allah 3alayhi wa sallam didnt mention them in the ahadiths?

    The ahadiths show that the real revolution of islam will be from Makka by a man from Madina in a period of muslims killing each other. Before this period there wil be only fitans.

    I ll keep quite and wont participate in any political or mediatic act, but the time will bring the truth: these « revolutions » are fake.

Laisser un commentaire